بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الأول (( 1 ))
في لندن وبالأخص في إحدى مطاراتها :
جلست جنى على كرسي الإنتظار متضايقة ومو مستوعبة اللي يصير معها وهي اللي طول
عمرها عايشة ببريطانيا يجي أبوها بكل بساطة ويقولها إنهم خلاص بيرجعون ويستقرون
بالسعودية ..السعودية اللي ما تعرفها إلا من كم زيارة ما تستمر اسبوع او اسبوعين كل ست
أشهر وهي للحين مقتنعة إن بريطانيا هي بلدها الحقيقي مو السعودية.. لولا أبوها اللي كان عنده سبب
أقوى من أنه يتحمله كان ما سمحت لأحد يتحكم بحياتها لكن هذا أبوها وما تقدر تتركه بمثل
هالمحنه فأضطرت تسكت علشان أبوها اللي رباها وما قصّر عليها بشي ووافقت وهي جالسة
بهالوقت تنتظر موعد الطياره اللي بتوديها الجحيم(حسب اعتقادها)
((بطلتنا جنى عمرها 17 سنه جميلة جداًً عيونها رمادية وشعرها أسود غامق لنص ظهرها
..... >>ياسلاااام << متوسطة الطول ,أمها فلسطينية وأبوها سعودي عايشة طول عمرها
ببريطانيا علشان كذا عندها افكار غلط عن بعض المواضيع , ماتحب أحد يتعدى على
حقوقها بأي شكلٍ كان وتدافع عن نفسها بكل قوتها ,ثقتها بنفسها قوية جدا وتحب تنصح
اصدقائها , اللي يشوفها يقول إنها جدية وماخذه المركز الأول في الملل لكنها اذا كانت
مروقة تكون مصرقعه ومرجوجه عالآخر.. لونها المفضل هو الازرق .. ^_* ))
ما قطع عليها أفكارها السودا إلا صوت أبوها الهادي : جنى !
((سالم ابو جنى ...عمره 41 سنة .. رجل أعمال غني جدا تزوج وحده فلسطينية اسمها
سارة وما أنجب منها الا بنتهم الوحيده جنى ..بعد وفاة ام جنى بخمس سنوات من ولادة
جنى حاول سالم انه يلهي نفسه بشغلة وتربية بنته إلا انه اهملها الفترة الأخيرة بسبب
انشغاله بأمور الشغل والشركات ^_^))
جنى رفعت راسها بهدوء : نعم بابا.
أبو جنى : يابنتي أنا عارف إنك للحين متضايقة من موضوع استقرارنا بالسعودية
( طبعا .. مارح ينسى ردة فعلها لما قالها عن الموضوع عصبت واضربت عن الأكل يومين لين ما
اضطر ابوها يقولها عن السبب ورا هالاستقرار المفاجئ بالسعودية واللي رح تعرفوه
بعدين والا ماكانت هي معه اليوم بالمطار..كان عنّدت وبقيت لحالها ببريطانيا )
كمل أبو جنى كلامه : يابنتي أنا مثل ما قلتلك مضطر و....
قاطعته جنى بأدب : عادي بابا أنا بحاول اتأقلم واتقبل الموضوع .. وفي نفسها (مع اني
متضايقة حيل .. كيف رح أعيش ببلد اكرهه؟ بس يكفيك همك وعشانك مستعدة اعمل أي شي)
سكتوا شوي وتوتر الجو فحبت تكسر هالصمت القاتل : بابا متى موعد الطيارة تأخرت .. ملل!
أبو جنى انتبه على النداء لرحلتهم وقال:هذا هم ينادون على رحلتنا ....يالله يابنتي
جنى تنهدت بقوة عشان تخفي الضيق اللي بصدرها وهي حاسه انها رايحه لقبرها برجليها : يللا
وهم بالطيارة وطول الرحلة جنى تفكر كيف بتكون حياتها بالسعودية ...تعبت من التفكير وما حست بنفسها إلين نامت على كتف أبوها ....
******************
السعودية الرياض الساعة 8 مساءا
... في بيت منصور" الـــ ......"
جلست مكتئبة في غرفتها وهي تتذكر اليوم اللي توفت فيه اعز انسانة بقلبها .. ورجعت بذاكرتها سنتين لوَرَا
نادين " أم فهد " : بس يا منصور الجو ما يساعد .. مثل ما أنت شايف مطر وغيوم .
منصور " أبو فهد " : عادي حبيبتي ما بقى لنا هنا إلا يومين .. بس بنتمشى بالسيارة .
نادين " أم فهد " : والأولاد
منصور : حتى الأولاد يبون يخرجون ..صح حبايبي ؟
شذى + فهد : صح بابا .. يالله ماما .
حمودي : ماما .. أنا كمان أبغى أروح .. بابا يالله وخلي ماما تجلس هنا .
نادين : منصور عندي شرط .
منصور عرف وش تفكر فيه : حمودي يجلس في البيت .
نادين ابتسمت انه فهم عليها وقالت : ايوة
حمودي : لأااا
شذى : بتجلس غصبن عنك عند الجدة .
فهد: ايوة عشان بكرة تروح معي الملعب .
حمودي وافق عشان يروح الملعب : خلاص .
منصور : نادين ما تلاحظين إن أولادنا صاروا ياخذون القرارات بأنفسهم ههههههه
نادين : ايوة وإحنا صرنا مثل الأطرش في الزفة ههههه
شذى : لا مو كذا بس نسهل العملية عليكم .
الكل : هههههههههههه .
و بعد ما ركبوا السيارة كان منصور " ابو فهد " يسوق بسرعة لكنه كان منتبه للطريق :
نادين : منصور خفف السرعة .
منصور وهو يناظرها : نادين ما في سيارات في الشارع .
نادين : و إذا ؟ .. لازم تنتبه ........... .
منصور : قلبي .. اشفيك خايفة بزيادة .. قلتلك تطمني " ومسك يدها وناظرها " و لا تخافـي انــ ....... .
قاطعهم صراخ شذى : بابا .. السيارة انتبه .
فهد: بااااااباااااا .
حاول منصور انه يتفادى الاصطدام لكن بعد فوات الأوان .. و صدم بالسيارة الكبيرة اللي
طلعت فجأة بطريقه .. و أدى الحادث إلى وفاة نادين .. أما الباقيين كانت إصاباتهم
خفيفة لان تقريبا الصدمة ما كانت إلا من مقدمة السيارة على جهة نادين ..
كانت شذى تتذكر الحادث وهي تبكي بحرقة وحرارة وتتمنى لو ترجع بالزمن ولا يخرجوا
من بيتهم هذاك اليوم.. ذيك الفترة كان عمرها بس 15 سنة وأخوها فهد 17 وحمودي 5
سنين .. ووكلهم تأثروا بالحادث اللي صار لهم وحمودي صار يفتقد أمه كثير وأكثر واحد
تأثر وما زال متأثر بقوة هو منصور اللي يلوم نفسه انه سبب موت زوجته لأنه كان مسرع وما سمع كلامها .. اللي ما تعرفه شذى أن أبوها كان يستمع إلى صوت بكائها ورجع لغرفته وهو يلوم نفسه بزيادة انه هو اللي يتّم أولاده ..
(( شذى : بنت عمرها 17 سنة ثاني ثانوي علمي .. بنت طيوبة وحبوبة لكنها هادية شوي .. جميلة .. وعيونها خضرا حادة تدل على جديتها بيضاء جدا و نحيفة مرة بسبب ظروفها ملامحها تجنن و شعرها مميز يجذب أي شخص يشوفه .. لونه اشقر فاتح طبيعي ناعم حرير وطويل .. أم أمها " يعني جَدّتها " مو عربية بس تعرف عربي ومسلمة ومتزوجة واحد عربي " اللي هو جَد جنى " .. تحب القراءة والكتب وأغلب وقتها هادية ... ظروفها صعبة جدا .. و لونها المفضل هو الأسود >_< ))
Show me the meaning of being lonely " أغنية لفرقة باكستريت بويز "
انتبهت شذى لجوالها يرن وبسرعة مسحت دموعها وابتسمت لما شافت اسم
"فهوودي حبيبي " وردت : هلا فهد .
((فهد اخو شذى وعمره 20 سنة يدرس في بريطانيا .. مع خاله اللي عمره متقارب شوي مع فهد .. فهد وسيم جدا قوي جسمه رياضي ...شعره اشقر غامق وبشرته اسمر شوي من شذى له نفس عيونها .. وحبوب ويهتم بأخته واخوه وطبعا ابوه .... وهو ماكان يبي يسافر بس ابوه اجبره علشان دراسته .. بس تحمس لان خاله عزوز بنفس الجامعه ولونه المفضل اهو الرمادي ^_*... ))
فهد : هلا شوشو .. كيفك ؟
شذى : تمام الحمد لله كيفك أنت ؟
فهد : بخير دامكم بخير ..
شذى : وكيف الدراسة معك ؟
فهد : الحمد لله ماشي الحال .
شذى : ها كيف الجو عندك ؟
فهد : آووه خيااال المطر ينزل من 5 أيام وما وقف .
شذى : فهد ما أوصيك .. تشد حيلك في الجامعة .
فهد : لا توصي حريص .. وأنتي بعد الله يخليك انتبهي لأبوي ومحمد .
شذى : أكيد .
شذى ما لقت شي تقوله فقالت : خير فهد أنت داق تبي شي ؟
فهد : يا سلام يعني لا زم يكون في سبب عشان أدق على أختي ؟؟
شذى : ههههههههه لا مو لازم بس أعرفك ما تتصل إلا إذا في سبب .
فهد : لا سلامتك .. بس وين حمودي أبي اكلمه اشتقت له الدب ؟
شذى : نايم .
فهد : أوك يالله حبيبتي سلمي على أبوي .
شذى : يوصل انشالله وأنت سلم على اللي عندك وقول لخالك عزووز شذى تقولك مردودة .
فهد : ههههههههههههه حرام عليكي هذا هو يقول والله ما كان قصده .. خلص الشحن في جواله وهو يكلمك وتقفل و الحين يدق عليكي وأنتي تقفلي بوجهه .
شذى : هههههههههههههه قله آسفة حسبته قاصد .
فهد : أوك يللا أكلمك مرة ثانية ..مع السلامة ..
شذى : مع السلامة .
سكر فهد من أخته وهو مستغرب منها , للحين مو عارف كيف يرجعها شذى الأولية اللي كانت ملقوفة ومرحة في كل الأوقات .. لكن من بعد الحادث انقلبت 190 درجة وصارت جدية اغلب وقتها وانطوائية بشكل كبير وحتى اذا ضحكت او مزحت تضحك بدون نفس ومو من قلبها .. ما يدري ايش الحل وايش نهاية هالانطواء سواء من جهة أخته ولا من جهة أبوه .
*****************