مَسكينْ تِرحم حالتَه !
مَسكينْ تِرحم حالتَه !
شَايب كبير / مالَه أبو ولاولَدْ
مالَه أحَدْ .. إلا الـ أحَدْ !
عَاشْ اليتيم بِـ دار عَمَّه حمد ..
وفي يَوم / مامِثلَه أبَـدْ ’،
جَتْ الرياحْ اللي يِصاحبَها البَردْ
والبَرقْ / حَيّـاه الرعَدْ !
صاعقة عَادْ وثَمودْ / أقبلتْ وقت الربيعْ
وقِضتْ على القريَه .. جِميعْ ’،
ومابِقَى كَونْ الرضيعْ
بِـ قِدرة الربَّ السميعْ
مِسكيـنْ تِرحم حالتَه !
أربعينْ مِنْ السنين / وهو فِقيـرْ
لا أكَلْ لحم الدِجَاجْ .. ولاشَربْ كَاسة عَصيرْ
وذِي حالتَـه / مِن إ/هُوْ طِفلٍ صغيـرْ ’،
مِسكيـنْ تِرحَم حالتَه !
المهم إنَّه بدأ يبحَثْ / يِمكنْ يلاقي له قِريبْ
مالَه رَبعْ ولالَه أُسرَه .. لا ولاحَتَّى نِسيبْ !
وهَذا يانَاس السبب اللي عجَّل بَه يشيبْ ’،
مِسكيـنْ تِرحَم حالتَه !
شَايبْ يتيم .. قِد إنحنَـى مِنْ هَامتَه
وبيتَه قِديم .. وسقفَه الصِواعِق شالتَه
وأيضاً ظليمْ .. حتَّى الشِجر وسط ( المِقلَّطْ ) نابِتَه !
مِسكيـنْ تِرحَم حالتَه !
دايمْ يصلّي بِـ مسجدٍ كله شباب
يستهزئونْ بِـ مظهَره ويلقبونَه بِـ الغُرابْ
وِمنْ شينْ حالَه لاسِجَدْ / يَوقَفْ على راسَه الذِبَاب ’،
وبَعدْ الصلاه .. يبدأ مشَاويرْ الحيَاه
وِيشيل " حِذيانَه " معَاه ..
لأنَّه إذا إنَّه لبسَهَا
يسَمَعْ طِبولٍ مِنْ ورَاه !
وِيَمشي / يِدوَّر له مَعَاشْ ..
علَه / يلاقي لَه قِريبْ ’،
ولاَّ يلاقي له غَريبْ ..
يَعطيه مِنْ بَاقي الزِكَاه !
وبَعد العِشَـاء / مَابَه عَشَـاءْ
إلا الفِراشْ اللي تِغطِّيه / الفَراشْ
مِسكيـنْ تِرحَم حالتَه !
ويَومْ الخَميسْ اللي مِضَى / جَاه الفَرجْ
دعَاه جَاره الأجنبي / وهُو تَوَّه ع الدرجْ
وقال : ... يالـ غِرابْ
ياشَايب الحَاره
هَاتْ البِشَـارَه
وِقَالْ : بِـ نَبرة الطِفل اليتيم ’،
بِشَارتِكْ هذي العَصَا / مِلكي الوحيدْ
قَال جَاره : لِقيت وحَده تكفلكْ
بيتَهَا / بيتْ المَلِكْ .. مِنْ أسرتِكْ
وتقولْ إنها تعرفكْ ’،
مِسكيـنْ تِرحَم حالتَه !
إنطلَق في وصفْ جَارَه
ويالله مِنْ حَاره لِـ حَارَه
والعَصَا / هيّه مِسَارَه ..
ماسكنَّها في يِسَـارَه ’،
وبعَدْ هذا ’،
وصلْ بيتٍ مِثلْ تَصميم القصرْ
إ/وصلَه مِنْ بَعدْ ماصَلَّى العصرْ
دَقْ الجَرس / ثِمْ إطلعوا كِلْ الحَرسْ
وِمِنْ صِراخَه .. سمعتَه قِريبتَه
وإفتحتْ هَـ البَابْ / طَلَّتْ شَافتَه
وإطمئنتْ / لاأبَدْ ماخَافَتَـه ’،
وإعرفتْ مِن هو / ورحَمتْ حالتَه !
ثِمْ قَالتْ : يَاهلا .. ياقريبي يعني هَذي حالتِكْ
قَالْ : مِنْ إنتي ؟ قَالتْ آنَا : بِنتْ عَمَّة خالتِكْ
مِسكيـنْ تِرحَم حالتَه !
بِنتْ عَمَّة خالتِه ..
أعطتَه عَشرة ملايينْ / وِسكنْ
وأعطتَه عِشريـنْ مِنْ ذَولا / الحَرسْ ’،
ثِمْ قَالت : وِشْ تَبي مِنْ هَـ البنَاتْ ؟
.
مِسكيـنْ مِنْ زَودْ الفَرحْ
جَتَه / غَيبوبَـه .. وَمَاتْ !