ضغوط أمريكية وإسرائيلية لمنع ظهور"الدولة" الفلسطينية
قبل أسبوعين من المنازلة الدبلوماسية المتوقعة في الأمم المتحدة بدأ التسخين على الأرض بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
عبد الوهاب بدرخان (نص)
وما إقدام المستوطنين أمس الاثنين على إحراق مسجد " النورين" في نابلس سوى عيّنة مما يمكن أن يحصل بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على اعتراف بالدولة الفلسطينية خلال الأسبوع الأخير من هذا الشهر.
لكن أي تصعيد إسرائيلي لن يستطيع منع هذا الاستحقاق الدولي، كما أن ضغوط الولايات المتحدة وتهديدها بقطع أي مساعدة لن يفلحا في إقناع الفلسطينيين بالتخلي عن هذه الخطوة.
وحتى الآن لا تزال السلطة الفلسطينية تفضل التوجه أولا إلى مجلس الأمن للحصول على اعتراف بالعضوية الكاملة. لكن أطرافا عربية ودولية عدّة تنصحها بتفادي مواجهة مع الولايات المتحدة التي أعلنت مسبقا أنها ستستخدم الفيتو في مجلس الأمن. كما أنها أطلقت حملة دبلوماسية بهدف الحؤول دون حصول القرار على النسبة الضرورية وهي ثلثا أصوات الجمعية العامة.
ومن شأن هذا الموقف الأمريكي أن يحرج الدول الأوروبية المنقسمة بين التعاطف وعدم التأييد. لكن التوجه مباشرة إلى الجمعية العامة يمكن أن يدفع هذا الحرج لمصلحة تأييد القرار الذي يرفع التمثيل الفلسطيني من صفة العضو المراقب إلى دولة غير عضو تستطيع الانضمام إلى الوكالات التابعة للأمم المتحدة ورفع دعاوى قضائية ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية.
لا شك أن هذا المكسب الدبلوماسي لن يحقق الدولة واقعيا لكنه يخلط الأوراق أمام المساعي المقبلة لإحياء المفاوضات. كما أنه يضعف احتكار الهيئة الرباعية الدولية لملف قضية فلسطين إذ يعيدها إلى مرجعية الأمم المتحدة.
وبالنسبة إلى الدول الكبرى المعنية كان البديل الوحيد لهذا التحرك الفلسطيني إيجاد صيغة تقنع الطرفين باستئناف المفاوضات. ويقال إن توني بلير بصفته مبعوث الرباعية يبذل محاولة أخيرة في هذا السبيل.
لكن وقف الاستيطان الذي اشترطه الفلسطينيون لم يستوف بعد. ومع أن الأمريكيين والأوروبيين يؤيدونه إلا أنهم لم يتمكنوا من فرضه على الحومة الإسرائيلية وهذا بدوره عطّل عمل الرباعية و برر عمليا ذهاب الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة.
قبل أسبوعين من المنازلة الدبلوماسية المتوقعة في الأمم المتحدة بدأ التسخين على الأرض بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
عبد الوهاب بدرخان (نص)
وما إقدام المستوطنين أمس الاثنين على إحراق مسجد " النورين" في نابلس سوى عيّنة مما يمكن أن يحصل بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على اعتراف بالدولة الفلسطينية خلال الأسبوع الأخير من هذا الشهر.
لكن أي تصعيد إسرائيلي لن يستطيع منع هذا الاستحقاق الدولي، كما أن ضغوط الولايات المتحدة وتهديدها بقطع أي مساعدة لن يفلحا في إقناع الفلسطينيين بالتخلي عن هذه الخطوة.
وحتى الآن لا تزال السلطة الفلسطينية تفضل التوجه أولا إلى مجلس الأمن للحصول على اعتراف بالعضوية الكاملة. لكن أطرافا عربية ودولية عدّة تنصحها بتفادي مواجهة مع الولايات المتحدة التي أعلنت مسبقا أنها ستستخدم الفيتو في مجلس الأمن. كما أنها أطلقت حملة دبلوماسية بهدف الحؤول دون حصول القرار على النسبة الضرورية وهي ثلثا أصوات الجمعية العامة.
ومن شأن هذا الموقف الأمريكي أن يحرج الدول الأوروبية المنقسمة بين التعاطف وعدم التأييد. لكن التوجه مباشرة إلى الجمعية العامة يمكن أن يدفع هذا الحرج لمصلحة تأييد القرار الذي يرفع التمثيل الفلسطيني من صفة العضو المراقب إلى دولة غير عضو تستطيع الانضمام إلى الوكالات التابعة للأمم المتحدة ورفع دعاوى قضائية ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية.
لا شك أن هذا المكسب الدبلوماسي لن يحقق الدولة واقعيا لكنه يخلط الأوراق أمام المساعي المقبلة لإحياء المفاوضات. كما أنه يضعف احتكار الهيئة الرباعية الدولية لملف قضية فلسطين إذ يعيدها إلى مرجعية الأمم المتحدة.
وبالنسبة إلى الدول الكبرى المعنية كان البديل الوحيد لهذا التحرك الفلسطيني إيجاد صيغة تقنع الطرفين باستئناف المفاوضات. ويقال إن توني بلير بصفته مبعوث الرباعية يبذل محاولة أخيرة في هذا السبيل.
لكن وقف الاستيطان الذي اشترطه الفلسطينيون لم يستوف بعد. ومع أن الأمريكيين والأوروبيين يؤيدونه إلا أنهم لم يتمكنوا من فرضه على الحومة الإسرائيلية وهذا بدوره عطّل عمل الرباعية و برر عمليا ذهاب الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة.